الأحد، 15 يونيو 2008

سماء ... دخان... ضباب
نجم غريب و عين عطشى
و سراب يخترق الجو الكئيب
و تتناثر قلوب من عزاء
تفتح جرحا
تقتل حلما
تدنو مني رويدا رويدا
فأصرخ
لم تعد طفلتي تتقن البكاء
و لا عصفوري يحسن الغناء
بلادي على مرأى العدو تتغزل
ببقايا موج العشق العقيم
بلادي ..
أحن لحضنك و لدمعة من دمائك
أحن إليك و أهرب منك أحيانا
بلادي ..
ما عدت أقوى على البكاء
و أنت تدرين أني امرأة حكم عليها بالابتسام
و إن دمعت عيوني يوما
تكون بين قدميك مطرا
بلادي ...
غادرني الأحبة و الأصحاب
و غدوت كائنا يصارع عتمة الرياح
وحدة الشوق تقتلني سيدتي
و تبتلع بعضا من وريداتي
نيران الجذور
و الهضبة
و حكايا الجدة العجوز
سيدتي
أتراهم يعلمون مصابي
أتراهم يحضنوني برمش ليلي
أتراهم ينتشلونني من الرصيف الشوكي ؟؟
يا بلادا
لست أشكو صبابة و لا جوى
و لست لغير ربي و لك أشكو
غربة الجسد اليتيم
لا .. ليس من مثلي يشكي
و لست بالبكاء و الدمع أرضي
بعضا من أشباح المغيب
هنا .. على خارطة الصدر المكلوم
بقايا من ذاتي الجميلة
من حديقة و نهر و جريدة
و عيون عسلية
و ضفيرة سوداء
و لمسة سمراء
هنا
فقدت الطريق
و كرهت الحرف اللعين
أورثني الصمت و النواح على قارعة الكتابة
سيدتي
خذيها
هذي القصائد احرقيها
و مزقي نثري
و احذفي إبداعاتي من اسمي
و اجعليني امرأة دون ماضٍ
و دون رفيق
شيديني كهفا بين الفجاج
و اسحقي تمرداتي
و اخنقي تأوهاتي
ارسميني على الأنامل الصليبة
و انثري رمادي على الأرض السليبة
خذيها
ما حاجتي بها
و ربي إنها تعذبني
هذه اللغة تمزقني
هذا الورم ينخرني
بلادي ...
لم تك غير اختناقات
و لم تك دوني و دونها عبارات
بلادي ..
أمسيت أبحث عن طيري الجريح
لكني أحسست نزفا بصدري
فكان قلبي ينزف دما
و شراييني تئن و جعا
أعاني الدمار سيدتي
و لم أجد لحد الان من يحضنني
غيره يا حبيبتي
هذا القلم العجوز
رفقة سبع سنين عجَاف
لازال يبكيني و ينوح
و لازلت بحبه غارقة حد الهوس
بلادي ...
اعذريني إن قيل لك يوما عني
أنها كانت بالأمس و الليلة هي هناك
غريبة ، كذاك المصيف الملوث بالأشلاء
سيدتي
ماذا لو زارك نبأ مماتي
أستبكين غيابي
أم أنني كنت فقط قطرة مداد على كفك
ماذا لو غادرت الأحلام بعد أسبوع
بعد أسبوعين
بعد شهر على الأكثر ؟؟
أستحضرين جنازتي
أستنوحين على قبري ؟؟
سيدتي ماعاد بقلبي أمل
و ماعادت صغيرتك كما كانت
تشع بالأمل
إني مجرد رفات لأسطورة مفقودة
تجاهلنا صاحبها
و أعدمنا شخصياتها
سيدتي
إن غابت كلماتي يوما
فاذكريني
فلا ضير إن قلت يوما
كانت هنا ابنتي فرحلت
قوية كصلابة جلمودي
عنيدة كجبروت زلازلي
امرأة أرضعتها من ثدي شهامتي
و عزتي و كبريائي ،.

ليست هناك تعليقات: