السبت، 21 يونيو 2008

عُنْوانُ وَ بَريدْ

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة جديدة




( أرتقب يوم اللقيا بالفارس المجهول ، كل الأماكن تناديك ، و الصمت يغزو الحروف ..
لازلتُ بك أرتقب ميلاد فجر جديد ، فأخبرني أتذكرني ؟ أم أن المسافة الكونية أبحرت معها بعض رقصاتي إبحارة النسيان ؟
أين أنت أيها الفارس المجهول ؟؟ )


ابتدأت حكاية العشق النائي على ضفاف زمردة الأحلام ، انسابت تلك القطرة الحنينية تهمس في الوجد الصامت ريحا تنذر بالثورة الغضباء ، أمسينا نعانق برودة الجدران و أمسيتُ أحارب كل ليلة جندا و غيلان ، أبحث الخلاص من بين النظرات و أحاول أن أصرخ ..
دعوني فلي هناك من وراء التخوم ، حبيب أنتظر مقدمه صباحا مساءاً ، أرتشف من صمته قوتي و بأسي ، أحاول أن أبعد الأطياف عني ، أن أطرد بقايا ترنحات رفاق يبحثون عن سري ، أي سر هذا الذي تخفينه عنا ؟؟
إنه حب من وراء السحب ..
يا رجلي يا سيد كوني ، تعهدت أن أحرس المملكة من بعدك و تعهدت أن أقطف الزهر من أجلك ، تعهدت أن أسقي حديقتنا الخضراء قطراتٍ من دم الحنين لتنبت لي و لأطفالي شجيرات تحمل أنفاسك و أنفاسي ، و تعبق بأنشودة حبنا الماسي لتظل خالدة على جوى لن يموت ، و كيف يموت و هو من رضع مسافات و أعاصير ؟ ..
أيا رجلي ، يا حبيب صدري ، لست ممن يتقنون أقاويل الهوى ، و لست ممن يجربون لوعة نيرانه العظمى ، لأني لا أنتمي لقافلتهم يا سيدي ، فأنا لست منهم و هم أبدا لن يكونوا مني . أتدري لما ؟ لأني ارتضيت أن أوشم اسمك على جسدي وشما لن يزيله مرهم الجني المارد و ما الأقدار بجبارة أمامه ، لأنه سيظل رفيقي و إن ظل الطريق شاغراً يشكو حرقة الضياع
أعدك أنه سيظل وعدا لن أنكث به مهما كان ..
سيدي و ذاك الصوت الحنون لكم أشتهيه بين أحضاني يمور ، يعلن انتماءه لي و أعلن غرقي بين طياته ، يعلن توغله بي و أعلن اندثاري بين همس عذوبته
تكفيني هنيهة لو تدري ، أرقص فيها على دقاتك البعيدة ، لتزرع الفل و الريحان بدربي ليال طوالَ
و ذاك الصمت ، كنت به وليدة لا أرغب فكاكا ، حسبي فقط أني ألتمس ذاك النبض الدافيء من بلاد القمر النائية ، و ذاك القصر للفارس المجهول ، لازال حاملا راية الانتماء
أفهل لك بحرف تكتبه لتعلن لي الوفاء ؟؟؟
لكم تقت لعزف منك سيدي لكني أراه دائما لغيري ، جمهورك عريض بقدر حبي الكبير ، لا بقدر حجم هذا الكون و ما يزخر به من مجرات
إنه حب نفى العقل و استوطن اللإدراك
يا ليتك قبل أن تنقش بصمة لهن ، ذكرت أني على صهوة الإرتقاب
( أننطرْ )
و عادت ... حزن يا سيدي ..
و عادت ... تلك الرقصة التأملية ..
و قبل أن تعلن قطاراتي الرحيل بعيدا عنك ، قريبا منك
على عتبة الديار ، تأكد من أن المرسال حمل لك هذه البرقية
رششتها بعطر حنيني الجارف ، و جعلت القبلة طابع ، و عليها كتبت كلمة يتيمة، خمن ما هي ؟؟


( انسحبت رفقة ردائها البارد ، و على العتبة تركت بعضا من أشواق و مشاعر تائهة ، تائهة ، تائهة ..
الى الرجل المجهول
يرغب أن يظل مجهولا )

هناك تعليقان (2):

شهاب يقول...

و قبل أن تعلن قطاراتي الرحيل بعيدا عنك

____________

سألتكِ بحق خالقكِ ان لا ترحلي
من هنا

سَمْرَاءُ اللَّوْزِ يقول...

نَحْنُ لَا نَمْتَلِكُ البَقَاءَ يَا جَمَالْ
كَمَا لَا نمْتَلِكُ خيَاراتِ الرحيلِ ،.