الأحد، 22 يونيو 2008

لأُمشطَّ الشارعَ البَاردْ ..


تراودني أسئلة مفخخة ، تهوي علي بسياطها فلا أعرف من أين أبتديء حديثي المفعم بالحيرة
أحاول قدر الإمكان أن أخرج من هذه العتمة ، أن ألتمس النور ، كأعمى يبحث عن من ينتشله من ظلمات الشارع
تداخلات / امتزاجات / حيرة / قلق / شرود ذهني / توتر / هذيان / لوحة مفككة لعدة صور ، أحاول تركيبها فأجد في آخر المطاف صورتي معلقة على شراشف الليل السرمدي
تأخذني أغاني "LarA Fabian" إلى كوكب وردي تارة و إلى يم ثائر تارة أخرى
ليس هناك عالم مثالي ، لكن لماذا حينما أغمض عيوني أرى تلك الشجرة الخضراء و الغصن المائل و حسناء اللوز البعيدة و تلك الهضبة المخملية ، و تقاسيماً تنبض بالصمت ؟؟ ، فأحسها أقرب للحقيقة ، بل أحسه أقرب لذاتي ، بل أشعر بامتزاجي يسطع في ردهاتِ أضلعه ؟؟
أكاد لا أصدق أن هذه المسافات أطويها في رمشة عين ، و أجعل من مدن السراب مدنا ترقص على نشوة الغدير الحالم
أكاد لا أصدق ما يحدث .. لا أصدق أني أنا ، هذه المرأة ، تمسي امرأة من نوع آخر في دقائق معدوداتٍ
أكاد لا أصدق كيف تعرف الواحد على الآخر، و كيف تدخل القدر ليغير المسار ، مسار الحرف و الكلمة.
أكاد أقسم أنه حلم أشد غرابة و أشد جمالية ، بل لا أصدق نفسي و أنا أسترجع كل لحظة ، أنه سحر عجيب ، بل ترفٌ عجيب ..
على شط البحر الأزرق ، جلست أعانق ذاك النسيم البارد ، و حمرة الأصيل تعانق كبد السماء في خجل ، فتهيم روحي في الكون ، و في براءة الأطفال هناك ، أراقب غزل العشاق و رقصات الغرام على شفاههم
يدثرني حزن خفيف ، فتحط عصفورة زمردة الألوان ، لتعزف لي أنشودة المساء
لا أدري كيف ؟ و متى ؟
تتطاير خصلاتي السوداء فجأة ، تتسلل أصابعك لتلامس يدي ، فتسكن عيونك عيوني ، و تغرق الكلمات في صمت عنيف
أحاول قدر الإمكان أن أفر من اللحظة، إلا أن رغبتي في المقاومة تضمحل بشكل رهيب ، فألمح في مرآة المساء أمسية مطرية ، تزفها الشموع الحمراء و العزف العاجي
و احتراق الحطب في مدفأة الأشواق
فتصير لرقصتنا نكهة الدفء ، و نكهة الجنون
أحاول أن أبقي ملامحك على شرفة أحداقي ، كبائعة الكبريت تبقي باحتراق الأعواد آمالا صغيرة ، لكنها للأسف تسقط في حضن الثلج ، ملاكا شيع أحلامه البريئة
فتغيب مع الغروب ، و تتركُ كفي معلقة في الهواء ، تبحث عن تقاسيمك المهاجرة
فيرن الهاتف ، لأجد أمي قلقة على تأخري
لأعود إلى مملكتي الصغيرة ، و ينتهي الحفل المسائي
فأستفيق دونك من جديد .. فقط .. رفقة أنفاسك معلقة على خارطة خاصرتي

ليست هناك تعليقات: