الأحد، 22 يونيو 2008

" أنشودة القطار تهمس في شرياني و تدعوني للرحيل
راقص أوراقهن ، و غازل ترنحاتهن ، اعزف لهن مقطوعات من قمر الصنوبر ، و أعلن البين لما يعنيني من مداد بهيم ، و حينما يجرفك الحنين لأشيائي ، تعرف حتما أين تجدني
أبقي قليلا مني بين الأسطر ، كما سأبقي الكثير منك بين أضلع الصدر .. "

عَ لَ ى طَاوِلَةِ المَقْهَى


عادتي أن ألج المقهى في آواخر الليل ، و أستند على طاولتي و أخط بعضا من كلمات سرقتها ذات يوم من أنياب الحياة ، لم أستطع أن أرمق الحاضرين و لم تكن لي رغبة في إفشاء السلام و لم أكن أرغب في أنيس الليلة كنت أفضل أن أقيم تهجدي وحدي ، و أعلق بقايا الأحرف على جدارات المقهى
اكتفيت بفنجان واحد من القهوة فصحتي لم تعد تحتمل الأقداح الأرقية .
قطرات يتيمة تتخبط على واجهة الزجاج ، تائهة كَ - أنـا - لا تعرف طريقا للسكينة و لا لراحة البال
يا للإمتزاج العجيب ، صورة تعكسنا معا على نفسها الأجنحة المحترقة نسافر
لطالما عشقت سكون الليل و لطالما كان رفيقي الوحيد و لازال ، كنا معا نشكل غزارة الرؤى يحتويني كما أحتويه ، و يغريني بالمزيد من زخات النزفْ
استلت من أنفاسي تنهيدة طويلة و أنا أغوص في صمت الجدران و ثرثرة الرواد ، فأحن إليك ..
و الموعد الذي انتظره بفارغ صبري العنيد ، يمسي أقصر فأقصر ، و تمسي رسائلي التي أعدها لحين المجيء باهتة تشكو مثلي ضيق الوقت ، و كأني بك أرمق هرولة الساعة و هي تزف انتظارتي لفجر يتيم
ربما
أنك الوحيد الذي أتقن التوغل في ذاتي
ربما
أنك من اتحدت معه أنفاسي و تشابكت في رذاذ عواطفه اشتياقي
ربما
أنك من أمسك يدي ليعرف أن حالي مطر و غيومي سوداء
ربما
أنه كانت بك قبلتي التي كنت لها أنزوي و أغلق ورائي نوافذ الهمس
ربما
أنك كنت برشامتي الأخيرة ، و قطاري الأخير ، و أملي الأخير
ربما
أني بك كنت أرتكن بشجوني كشاعر مجنون
ربما
كنت الوحيد الذي أنزع أمامه رداء قوتي و أتعرى من غروري
ربما
كنت الوحيد القادر على احتوائي ، و على امتصاص أرق هواجسي
ربما
لو كنت قريبا مني لما استطعت أن أمنع نفسي عن البكاء و أندس في حضنك و أشهق بالأنين
ربما
لو تمهلت و منحتني المزيد من الوقت ، لأخبرتك أني أحتاجك ، أحتاجك كثيرا
ربما
لو تسللت إلى ذاتي لرأيت بعيوني نداءا لك ، نداءا به الكثير من الرجاء ، الكثير من الحب
ربما
لو كنت قريباً لوجدتني أقرب لطفلة من امرأة ، لوجدتني لازلت أحن لدميتي و لأقلامي الملونة و شريط شعري الغجري الأحمر، و أتمنى كل ليلة أن تأتي لتحكي لي قصة عن الأقزام السبعة و الأميرة و الجان و القصر المسحور
لوجدتني ملاكا صغيرا لا ينام إلا على هدير موسيقى صندوقه الصغير
ربما
كنت الوحيد الذي يمتص غضبي و يحسن تهدئة مخاوفي
ربما
كنت الوحيد الذي جعلني أصمت و أنا في محرابه البعيد
ربما
لم تك في يدي حيلة غير أن أقبلك قبلة المساء و ألوح لك من جديد بمنديلي المطرز عل اللقيا تطول في المرة القادمة
ربما
اكتشفت أني لا أتقن إيصال مشاعري إليك ، و أني فاشلة في دوري كحبيبة
ربما
أني امرأة مملة و عبثية و كثيرة الضجرْ
ربما
لم تك عندي غيرها وسيلة لأخبرك أن بك امتداد مدينتي و أحلامي
ربما
أني كثيرة الإزعاج ، و كثيرة الضوضاء ، لكني و رغم ازدحام التاقضات إلا أني سريعة التأثر و الانفعال
ربما
يا رج ــل حياتي ، لو دنوت قليلا مني ، لالتمست لي العذر ، فقد أودعتك مفاتيح ابتسامتي و بهرج دنيتي ، لوجدت الحنين إلى مواساة منك يفوق ما بالسماء من أنجم و أقمار
يا ليتك قبل أن تستعجل الرحيل .. قرأت بي
" رويدك ... لا تغادر ... أخشى الإرتكان وحدي ..."
ربما - أكيد -
كانت راحتك بي أكبر أعظم بكثير من حاجتي الماسة لك في هذه الأمسية الرمادية
أكملت فنجاني البهيم ، و على طاولتي اليتيمة التي قاسمتني إياها أشباح أسطري ، تركت بقايا مداد هذا المساء ، و انصرفت كعادتي أمشط الطرقات و أطارد كحل مقلتي بين إغفاءتك ، و أشاطر المجانين و المتشردين صقيع الوحدة الجافة
و مع كل خطوة أخطوها و مع كل إبحارة أبحرها ، و مع كل رحلة أسافرها ، يتعاظم الوجد في ثنايا الفؤاد
فتصير قنديلي الليلي
طريق طويل ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
اليوم قررت أن أقتح النوافذ و ألقي بجميع الكتب و الدفاتر ، و المذكرات الشخصية و أقلام الحبر ...
طفح الكيل ...
.
.
.
.
.
.
.
.
.

.. مُدُنُ الشِّتَاءْ ..


لا أدري لما هذا الشعور منذ أمس و هو يعتريني
ضيق يعتلي صدري و يمتص أنفاسي
شيء بي يدعوني للصمت
لكم أعشق الصمت في حالات الهذيان
تعتريني رغبة جامحة في البكاء
لكني أتناسى أني ... لا أتقن فن البكاء
و لا أعترف بالخضوع ، و إن كان بيني و بين نفسي
لا أدري .. لكني أشعر با-خ-ت-ن-ا-ق
تتهادى أغنية فيروز " ليالي الشمال الحزينة " تسكن أروقة روحي و تهمس بمنعرجات أحلامي
فتشيدُ قصور من سراب
شيء ما بدواخلي يغير اتجاهه
مصيبتي العظمى أني أدمنته ... أدمنته بجنونْ
مصيبتي العظمى .. وطن و رجل
ثملة - أنـا - بهما
إن سألتك الجدران عني ، و الأوراق ، و أروقة الحروف، أين هي سمراء زهر اللوز ، أخبرهم أني اعتزلت فن الكلام ، غزلت لإنتحاراتي موقدا من صمت
أتسمح لي يا سيدي أن أمشط أضواء السيارات ، و الأزقة و الدروب البهيمية ، و أكتب اسمك على النوافذ الزجاجية ؟
أعشق الرقص تحت المطر ، فإذا لمحتني مرتجفة كعصفورة جريحة ، تئن من وجعها الدامي ، فلا ترتكب جريمة الإقتراب ، لأني حينها لن أتمالك نفسي من النشيجْ ، فأبحث عن أنفاسك في صدري ، لترى كيف هو ضعفي

مــــا
أحوجنـــــي
إليـــــــــــــــــــك يا رجلْ

التعديل الأخير تم بواسطة سمراء اللوز ; 20-10-2007 الساعة 04:56 PM. سبب آخر: أنصتُ للغناءْ و أحزنْ

لأُمشطَّ الشارعَ البَاردْ ..


تراودني أسئلة مفخخة ، تهوي علي بسياطها فلا أعرف من أين أبتديء حديثي المفعم بالحيرة
أحاول قدر الإمكان أن أخرج من هذه العتمة ، أن ألتمس النور ، كأعمى يبحث عن من ينتشله من ظلمات الشارع
تداخلات / امتزاجات / حيرة / قلق / شرود ذهني / توتر / هذيان / لوحة مفككة لعدة صور ، أحاول تركيبها فأجد في آخر المطاف صورتي معلقة على شراشف الليل السرمدي
تأخذني أغاني "LarA Fabian" إلى كوكب وردي تارة و إلى يم ثائر تارة أخرى
ليس هناك عالم مثالي ، لكن لماذا حينما أغمض عيوني أرى تلك الشجرة الخضراء و الغصن المائل و حسناء اللوز البعيدة و تلك الهضبة المخملية ، و تقاسيماً تنبض بالصمت ؟؟ ، فأحسها أقرب للحقيقة ، بل أحسه أقرب لذاتي ، بل أشعر بامتزاجي يسطع في ردهاتِ أضلعه ؟؟
أكاد لا أصدق أن هذه المسافات أطويها في رمشة عين ، و أجعل من مدن السراب مدنا ترقص على نشوة الغدير الحالم
أكاد لا أصدق ما يحدث .. لا أصدق أني أنا ، هذه المرأة ، تمسي امرأة من نوع آخر في دقائق معدوداتٍ
أكاد لا أصدق كيف تعرف الواحد على الآخر، و كيف تدخل القدر ليغير المسار ، مسار الحرف و الكلمة.
أكاد أقسم أنه حلم أشد غرابة و أشد جمالية ، بل لا أصدق نفسي و أنا أسترجع كل لحظة ، أنه سحر عجيب ، بل ترفٌ عجيب ..
على شط البحر الأزرق ، جلست أعانق ذاك النسيم البارد ، و حمرة الأصيل تعانق كبد السماء في خجل ، فتهيم روحي في الكون ، و في براءة الأطفال هناك ، أراقب غزل العشاق و رقصات الغرام على شفاههم
يدثرني حزن خفيف ، فتحط عصفورة زمردة الألوان ، لتعزف لي أنشودة المساء
لا أدري كيف ؟ و متى ؟
تتطاير خصلاتي السوداء فجأة ، تتسلل أصابعك لتلامس يدي ، فتسكن عيونك عيوني ، و تغرق الكلمات في صمت عنيف
أحاول قدر الإمكان أن أفر من اللحظة، إلا أن رغبتي في المقاومة تضمحل بشكل رهيب ، فألمح في مرآة المساء أمسية مطرية ، تزفها الشموع الحمراء و العزف العاجي
و احتراق الحطب في مدفأة الأشواق
فتصير لرقصتنا نكهة الدفء ، و نكهة الجنون
أحاول أن أبقي ملامحك على شرفة أحداقي ، كبائعة الكبريت تبقي باحتراق الأعواد آمالا صغيرة ، لكنها للأسف تسقط في حضن الثلج ، ملاكا شيع أحلامه البريئة
فتغيب مع الغروب ، و تتركُ كفي معلقة في الهواء ، تبحث عن تقاسيمك المهاجرة
فيرن الهاتف ، لأجد أمي قلقة على تأخري
لأعود إلى مملكتي الصغيرة ، و ينتهي الحفل المسائي
فأستفيق دونك من جديد .. فقط .. رفقة أنفاسك معلقة على خارطة خاصرتي
تجلدنا الأحوال المقيتة للعالم ، حتى أني أتمنى أن يقطع حبل الأخبار لكيلا يصلني نبأ عن سقوط لبنة أخرى من كرامتنا المغتصبة ..
نبحث عن ذواتنا المليئة بالشك و الغموض و الإنحراف الهامشي ، نسبح في عرض اللاقوة لنولد كما نحن الآن ، أقزام نعتلي حياة عملاقة تدكنا تحت حوافرها
صدقاً .. امتهنا الصمت و الخزي و العار إلى أن صار جزءا منا
حاولت منذ ثلاثِ سنوات أن أبتعد عن سكة النشرات الاخبارية ، أن أكتفي بما أقرأه من شذرات و ما يصلني من الضفة الآخرى ، لكني و دون سابق إنذار أغوص في لقطات راقصة تعج بالمجون الإخباري ، لأجد تفاهات و دماء و أشلاء ألفنا مشاهدتها و معانقة نحيبها المخزي
فأغير القناة مع العلم أن كل القنوات مستعمرة فكرية مقيتة ، تسلب منا الإرادة و تسقطنا في الهوة السوداء ، أمواتا أحياء
ملفات سياسية خطيرة ، حقائق لم نتوصل إليها و لازالت مشبوهة ، موضوعة في شرنقة الابعاد و النفي
تساءلت كثيرا هل فعلا سقوط العراق كان من محض الصدفة أم أنه عمل مدبر من جهتين ؟
و هل الرئيس المخلوع / المشنوق قد تم إعدامه فعلاَ ؟؟ أم أنها لعبة جديدة أمريكية /اسرائلية ؟؟؟؟
هل ما يطلقون عليه الارهابي الكبير " بن لادن " هل له وجود أم أنه صنع المعلم الأكبر للعالم ؟؟
و هل تلك الانفجارات التي زلزلت القيادة الأمريكية كانت بالفعل حقيقية أم أنها أيضا حبكة مسرحية تختفي وراءها عدة أسباب و دواعي لن تظهر الآن و لن تظهر إلا بعد قرون و قرون ؟؟؟؟
العالم كله يبني عشه على كذبة كبيرة و عملاقة ، و نحن بما أننا أمة بلهاء عربية فاسقة ، ماجنة صعلوكة ، حقيرة ، تافهة ، أمية ، جاهلة ، نكتفي بأن نرمق بأعيننا الصغيرة المقفلة ، الصور و هي تترنح أمامنا في حركات بهلوانية ، لتخرج من شفاهنا الصامتة الكثير من قهقهات عفنة
لطالما كرهت شيئا يسمى العرب و العروبة ، و تزداد الذروة اتقادا كلما أتمعن في أحوالنا الرائعة الجميلة ، لألوك الكره من جديدْ ..
أكره العرب :)
ليس هناك حل غير الإندثار لأمة رضعت حليبا فاسدا ، فأورثها جميع العلل ، حتى الرحمة لا تجوز على قوم مثلنا

مِنْ عَلَى أَنْقَاضِ بَيْتٍ مُحْتَرِقْ

سأحاول أن تكون البلدة خضراء
و أن تكون الجبهة بيضاء
و أن تكون الأضلع زاهية الألوان
و أن تكون الشفاه حلوة المذاق
سأحاول أن أكتب عن الربيع
و عن الدجى الرقيق
و عن الحلم العذب الجميل
و عن هنيهات من حب وردي أنيق
سأحاول أن أبتعد عن الجراح
و أخلق لنفسي الكثير الكثير
من أجنحة البراءة و السحر العجيب
و ألهو كباقي الصبايا على حافة المغيب
و على الشط الأحمر
و أرتدي مثلهن ثوبا أحمراً
و أغفو
لأتأمل ذراعه تطوق خاصرتي
و ننشد للهوى أبهى الأوطان
سأحاول أن أعيش حياتي
و أتمتع كما يتمتع غيري
و أنام الليل و البال خالي
و صدري لا يحمل آهات و لا أحزان
سأحاول أن أتجرد من نفسي
لأمسي
مثلهم
فراشة تنط من زهرة لزهرة
لا تأبه بأحداث العالم و لا بما يكتنف المجرة
من صراعات
و كثير التطاحنات
و لن أكتفي برصيدي
و سوف أتدلل على والدي
لأمتهن مثل الجميع في بلدي
حق المتعة و اللهو
سأحاول أن أسقط كل شعاراتي
و أصادق كل الرجال في مدينتي
و أجعل في كل ليلة
اسما على عنوان قصائدي
سأحوال أن أسقط عني
لقب امرأة غريبة الأطوار


( باحث في علم النفس أكد أنه إذا أراد الانسان أن يتغير و ينشيء من عاداته نكهة جديدة ، و يبعد عنه الضجر و الشعور بالإنطواء و العزلة فعليه أن يخط كل ما يجب أن يصبو إليه - أن يتخذ قدوة - فهناك العديد من الأمور التي تنشيء شخصيتك على أسس عدة ، لكن يمكن أن نغيرها بتغيير العادات القديمة .. )


لن أكون إلاي
و لن أتنازل عن كبريائي
و لا عن صهوة جنوني
و لن أرتضي أن أكون كغيري من النساء
و لن أكتب للسفيه
و لن ألعق بساط المرتزقة
و لن أجعل قلمي عبدا للأمير
و لن أرضى للعقل أن يصير
على عتبات الجهل و النذالة مرميا
ولدت و على جبهتي كانت الرصاصات
تتزدحم
و على كفي كان القلم سيفا جارحا
و على فمي كان القول سما فتاكا
و على صدري كان الحرف عنوانا
لا لن أرضى أن أمتهن صغريات الأمور
و أنا ممن امتهنوا المجد و الدم و هيجان الصدور
لن أصلي و الحد على عنقي
و لن أرفع كفي
يوما لسلطان رجيم
و لم أقبل الأيادي و أدعو لهم بالمال و البنين
ارتضيت أن أكون عنوانا مفقودا
لامرأة لا تجيد فن الغزل
و لا ترقص لتلهب شغف رجل
امرأة مجنونة السمات
غجرية الكلمات
غريبة القول فريدة العبارات
لإمرأة ستظل طال الزمان أم قصر
سيدة نفسها ، و القلم رفيق الدرب
تركت لهن مواعيد الغرام
أكتفي بجرعات الآلام
فلي قضية و أمة تنحر عنقي كل مساء
أسفي ضاع عليها
كما أقرت به السماء
هذه أنا


( كل ما قيل من محاولات ، تركتها تحرق نفسها بنفسها ، لأنها لن تجد بمملكتي غير كثير الرفض و البين
كن كما أنت ، و لا تجعل البعض يغريك بانتزاع ما لك ، أقولها إن نبذني الزمان يوما أخف وطأة علي من أن أنظر للمرآة و لا أعرف من أنا ، فأكتشف حينها أني أضعت امرأة أحببتها حد العشق السامي
أتدري البارحة كنت أبحث عن بعض القلائد ، فوصلتني رسالة يقول نصها " عذرا الكلمة غير موجودة المرجو إعادة المحاولة بشروط جديدة تكون متوافقة مع الهيكل العام " فلم أجد فلسطين على خارطة العالم
وطننا أمسى غريب الإسم و الإنتماء
جمدت دمعة غضب في جوف المحاجر
أقول إن الثورة ماتت و اضمحلت القضية و أمست أشبه بجعجعة لا تفضي إلا بالأوجاع و الآلام
أخشى أن أنطق بها يوما و أقر أن وطننا قد مات و لم يجد له كفنا و لا لحدا و جميع مقابر العالم رفضت بقوة بقايا رفاتهْ )

السبت، 21 يونيو 2008

دَمَارْ شَرِيدُ الهُويةْ

ليس على المرء أن يشاهد مشهدا أليما ليذرف الدموع فقط هناك أمور صغيرة - هناك يكمن السر العجيب - تجعل الدمع يهطل مدرارا .
وفاء أن تعيش من أجل شخص واحد ، أن تبنى حياتك عليه فقط ، عنوان حب عظيم ، أن تسجل سعادتك فقط على مقعده الخشبي و ترمي وراء ظهرك كل ما تهفو له نفسك
قاتل الله الحروب و التي أخذت منا أحبة كثر افتقدناهم
من وجع اللحظة أكتب هذه الكلمات من سياط ألم مرير اجتاحني الليلة ، أخط بعض الأحرف موشومة بالأسف
سهل جدا أن تضحي و صعب كثيرا أن تجد الشخص الذي يستحق هذه التضحية ، صاحبنا وجد رسالة حياته و بانتهائها ودع رموش حياة حقيرة
و ماتت شقيقته البريئة .. جوعا .. قهرا .. بردا
سرق من أجلها و ضرب فقط من أجلها ، أهينت كرامته فقط لأجلها
يــــــــااااااه
كم محزن أن نرى الحب يتساقط خلف صندوق خشبي يسرق معه ذكرياتنا و أرواحا عشقناها و تمسكنا من أجلها بنبض الهواء لكن
بعد الرحيل تسقط دمعة الوداع يليها ارتحال اجباري إلى ما وراء السحب الباكيات

"" Le tombeau des lucioles أو The grave of fireflies
قصة درامية محكية بتاريخ الحرب العالمية الثانية و التي سحقت اليابان كما سحقت شعوبا أخرى
هناك تبتديء قصة طفلين يتما من جراء التعسف الحربي
مشوار حزين و درب شائك

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة جديدة




هذا ما جنته علينا الحروب الخرقاء ، من دمار و تشريد و تعسف و يتم و كثير الدموع ..

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة جديدة




و ينتهي الفلم الدرامي برحيل الأمل الذي كان غطاءا له و جلدا في مواقف تدعو للإنتحار أكثر من المقاومة ... بالنهاية الشريدة هناك مفارقة عجيبة ، ضحك و عودة الفراشات لمعانقة الزهور الخجلى و اضرام النار في جسد الصغيرة رفقة حاجياتها اليتيمة
سقطت دمعة حمراء من كبٍد جريح

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة جديدة




يستحق المشاهدة ...- ليس فقط فلم كارتون بل هو أكثر من ذلك -
c'est triste

إغفاءةٌ عَلَى زِنْدِ الوَطَنْ

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة جديدة





كثيرا ما تنتابنا مشاعر جياشة و في خضم السعادة يحط طير جريح على كتفك ، ليسقط دمعة بمذاق الألم على شفاهك ، هكذا كنت ، و أمست ليلتي اليتيمة
سكبت القليل من قهوة سوداء ، و ارتشفت منها حنينا جارفا لوطن بعيد
بعيد كالنجم المترقرق على صدر السماء السوداء
أمسكت قلما و كتبت بعض الأشياء ، كثيرا ما بحث عن مدلولها الذي استعصي على إدراكي ، وجدتها بدورها تمارس ضدي لعبة الإخفاء ، عسكرت قليلا على جنبات الصمت ، صمت يراقص غرفة و ضوءا خافتا يتموج بحمرة المغيب ، و كتبا و أقلام و هدير صوت نائي
حاولت أن ألقي نظرة بالخارج علي أجد مصدرا لصوت يعاند أرقي ، أضواء الشارع تنتحر رفقة عزف القطط و جنون المايسترو الذي لم يكن غير نوع من الطيور يعربد بهلوسته بمحاذاة نافذتي الزجاجية ، و ابتدأ الحفل الساهر/ الماجنْ
دسست رأسي بين يدي ، حاولت أن أبحر في سفن الأحلام الزمردية تارة ، أن أغرق في يم الحنين تارة أخرى ، فلم أفلح .. ما الذي حصل ؟؟
ازداد وقع العزف و ازدادت رغبتي في البكاء
إحساس انتابني بالوجل ، برغبة جامحة تدعوني للصراخ أوقفوا العرض ، أوقفوا العرض أوقفوا العرض
ارتميت أبحث دفءا في حضن وسادة مزركشة ، بعيدا عن ضوضاء الفرقة الليلية دسست وجعي علي أجد راحة و سكينة تبعد عني إرهاق فكر مضني ، فحلمت بالطفلة التي كانت أنا ، طفلة لا يكدر صفوها عارض و لا تغتالها غيلان الهموم و لا انتكاسات العالم
استلت تنهيدة حزينة من صدري و همست : يا ليت عالمي امتهن الطفولة .. يا ليتني لم أكبر
تذكرت بعضا من ريعان الطفولة و الصبا ، دبت لجسدي قشعريرة خوف من شيء مجهول ، تمعنت في غرفتي و كأني أبحث عن مخلوق غريب يتتبع خطواتي ، كانت موحشة و كئيبة ، همست لوالدتي اليوم لا أرغب في أن يشاركونني مملكتي الصغيرة ، فكان لي ما طلبت يعرفون أني أعشق الاستقلال و التعبد في هيكلي الليلي ، أناجي غربة ووحدة و شوقا لما وراء الشمس المغيبية
كل شيء كان ساكنا ، ما عدا نبض القلب و الساعة ، كلاهما يحاول جاهدا أن يبعد أشباح الرهبة العجيبة
انصهرت بي رغبة في أن أنغرس بحضن والدتي و أغفو بين يديها كعادة طفولتي حينما تنتابني تمزقات الخوف
ابتسمت ، كبرت يا عزيزتي ، و لم تعودي بنت الخامسة ربيعا ، لكم السنون تجري بنا ، و تأخد رفقتها أحلى الأيام و ما يظل لنا غير غبار ذكرى ننفضها كلما تقنا لذاك الهديل الحالم
تأتي على المرء ساعات يدنو منه الضعف فيصير رضيعا يبتغي حنانا ، يبتغي موقد عطف و سكينة
أقر أني شعرت بأحاسيس تختلج فؤادي ، لن أخجل إن قلت أني لمست نفسي أقرب من " أمل" ذات الشموع الخمس ، و ليست تلك الإمرأة العنيدة المغرورة كما يحلو للبعض تسميتها
كلما حاولت أن أخط حرفا أو شعرا أو نثرا أجد القلم شيخا مرت عليه جحافل الزمن بنعالها فأردته مشلول النزف ، عقيم المداد
تركته يعانق اغفاءاته على حصننا الأدبي لأني أدرك أن الإنجذاب فيما بيننا بدأ يعلن الفتور ....و هذه عادتنا منذ تعرفنا على بعضنا أو منذ سجنني به القدر و سجنه بي
لا فرق في المسميات
كان قلمي و سيظل .. علاقة رغم غرابتها في بعض الأحيان إلا أنها تمتاز بجمالية أخاذة ، أعشق قلم أفي هذا جنون ؟؟؟
ما انتبهت الى أن الوقت يمر بسرعة ، و الساعة تعلن في كل فترة موعدا جديدا للعد التنازلي لشبح الليل البهيم
فتبدأ الفرقة الموسيقية تلملم عدتها في كسل و برود
أشفق على من يغفون ليلا ، محرومين من لذة التعبد الجميل بين أحضان هذا السحر الآخاذ
داعبني نوم لذيذ فجأة و دون إشعار، فتراقصت صورته رفقة الأضواء الخافتة، كان رفقتي ننشد للعيد ترانيم حب ، و نغزل للصبية باقات عشق ، و نهدي العاشقين كواكب وفاء و لهيب حنان
كان رفقتي
نقطف من صدر الوجد فاكهة الود الكبير ، نشيد لنا مملكة سكينة بعيدة عن ضوضاء المدن الدامية و الصراخ و الدماء و الأشلاء
كان رفقتي
نحلم بحضن يبعد عنا زخات الألم ، يمنحنا قوت صبرنا و ابتسامة الربيع على شفاهنا
كان رفقتي
قبالتي ، عيونه تغرق في عيوني ، مددت يدي أبحث عن قسماته خلف تعب إجباري يحذف وضوح الرؤية من مقلتي ، لازال صامتا ، و كأن كلا منا ارتضى الصمت لغة لتواصلنا
همست له بدمعة سخية انهمرت رغما عني :
( اشتقتك.. فأين كنت .؟ و إلى أين رحلت ؟ و لما ابتعدت ؟ و كيف ارتضيت البين بلادا ، كيف ؟ لماذا.. ؟؟؟)
انغرست بصدره كوردة صلبت جذورها ، تخشى أعاصيراً تقتلع سعادة لم تكتمل إلا بين أضلعه و دفء فؤاده
لازال صامتا
قلت له :
( انتظرت هذه اللحظة ، و سقيت أملي بها دما قانيا ، رسمت لملامحها ألف لوحة ماسية ، و كتبت فيها أروع القصائد الشوقية و حملت لها نزفا خاصا من رونق شحرور المساء و لهيب جمرة الهناء
انتظرتها و خلدتها و تأملتها و حلمت بها
فلما لازلت صامتا ؟؟؟؟ )

و لا زال صامتا ..
أبعدني برفق عن ذراعيه ، و تلاشى مخلفا وراءه ابتسامة غديرية أشرقت لها جنبات غرفتي اليتيمة
رحل بصمت
انتفضت أبحث عنه كمجنونة لا تعرف سبيلا
في كل أركان المنزل ، و لم أجدك
بالشوارع الظلماء ، بين أروقة الغرباء ، على حافة البدر في السماء
لا .. لم أجدك
تعصف الريح بجسدي و يصطك قلبي الصغير دامعا يرجو وصالك ، و غربة قذفتني بغياهبها ساعة رحيلك
لا لم أجدك
عدت خائبة الرجاء ، و نايات الوجع تعزف بأذني ، تحرق شراييني ، تصلب أوردتي
لماذا رحلت ؟
لماذا تركتني معلقة بين نيران الحنين إليك و غربة البعاد عنك ؟؟؟؟
لماذا تركت هذه الطفلة ؟
فما أحوجني إليك ؟؟؟
انتفضت من اغفاءتها حملقت في الغرفة و الصبح يمسح عنه ندى اللليل البارد
تمتمت .. كان حلما
و قبل أن تغادر تركت منديلها المطرز عليه كلمة ** أحبك ** مرشوش بعطر حنين ، و عبيق قبلة من شفاه صباح حالم ، طفلة حالمة ، امرأة حالمة
أحبك فهل تكفي يا سيدي لتعلن لك غربتي بعد قبلتك النائية؟؟؟
إلى ذلك الرجل الذي طوق خصري بأحلام وردية و آمال جياشة ، إلى من استوطن كتاباتي و حذف جنوني فاستبدله هياما ينضح جنونا من لدن الأعاصير المشاعرية
إلى ذلك الرجل ، سيد كواكبي و مليك صدري و فارس اختلاجاتي
إليه باقة حب جورية و مودة ملائكية و نسيم اشتياق يزخر بالورد و الياسمين و حبات المطر من بلاد الانتظار
غرد العصفور ..
إنه الصباح .. قهوتك من صنع يدي بها محبتي و نزف حنيني و شهد قبلاتي
صباحك زخات سعادة
يا ليت حرفا يخبرني أنك لازلت تذكرني

صباحك وطن حر
صباحكم وطن حر
صباحنا وطن حر أَبِيْ
بتدت الحكاية من جديد
أقصوصة ليلية ، على ترانيم كلمات رقصتُ على حلم وردي الجوانب
أتدري لفافات عشقي صارت ينابيع تفيض بوله مشتاق للبين العنيد ؟
استمر العزف الرقيق يداعب جليدية الواجهات الزجاجية ، حبات مطر بل القول الصحيح رذاذ لذيذ ، يحمل حلما جديدا ، قمرا من نوع خاص ، أشاهد أحدكم قبلي قمرا يتموج بين السحب اليبضاء تموج الحورية السمراء ؟؟
لا أظن .. سنترك للحياة فرصة اصطياد ليل طويل
سنكمل " حدوثة " الليل
حسناً
انطوى خرير المياه باحثا عن ملاذ للقبة الشماء لكنه نسي أن وراء التعب السرمدي غدير يـتأوه من فرط الوجع ، سأله الشيخ الطيب بحنو كيف تبكي على ماضي لم يحمل لك غير قسمات تائهة تبحث من يعيد نقش تراث المدن التائهات ؟ تأكدوا أنه لم يحمل غيرها دمعة
صعق البرق لكونه لم يك يدرك أن العبد الزنجي له من القدرة ما تنشطر له آهات المكلومين
يااااااااااه
و الله أرى نهايتي أني سأحبك ألغازا للناس ، لا أدري كيف تنتابني مثل هذه الرقصات المجنونة ، لا ضير فقط أكملوا معي الى النهاية
تعب التعب من نفسه و حملق عله يجد ذؤابات حبر تتقن فن العزف الغريق
ليس هو من يعي فكرة التجديد بقدر ما تكتنفه رغبة في اعتلاء موج البعاد
انتهى
أتدرون لما كانت نهاية " الحدوثة " الليلة يكتنفها لغز العملاق من أسر العدو ؟؟؟ لأنكم لم تستطيعوا أن تدركوا أن للرمز لغة و هي ليست كأية لغة :)
لا داعي للفهم فقط تأملوا خيرا
بداية حلم من الوطن الجريح .
تعـــــــــــــــــــــب
حنـــــــــــــــــــين
تمــــــــــــــــــــردْ
صمـــــــــــــــــتْ
وحـــــــــــــــــــدةْ
انكســـــــــــــــــارْ

كلما راقصنا هواجسنا ، تسقط نقاطنا في بؤرة الاضمحلال ، لتتلاشى أنشودة المطر الحزينةْ

عُنْوانُ وَ بَريدْ

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة جديدة




( أرتقب يوم اللقيا بالفارس المجهول ، كل الأماكن تناديك ، و الصمت يغزو الحروف ..
لازلتُ بك أرتقب ميلاد فجر جديد ، فأخبرني أتذكرني ؟ أم أن المسافة الكونية أبحرت معها بعض رقصاتي إبحارة النسيان ؟
أين أنت أيها الفارس المجهول ؟؟ )


ابتدأت حكاية العشق النائي على ضفاف زمردة الأحلام ، انسابت تلك القطرة الحنينية تهمس في الوجد الصامت ريحا تنذر بالثورة الغضباء ، أمسينا نعانق برودة الجدران و أمسيتُ أحارب كل ليلة جندا و غيلان ، أبحث الخلاص من بين النظرات و أحاول أن أصرخ ..
دعوني فلي هناك من وراء التخوم ، حبيب أنتظر مقدمه صباحا مساءاً ، أرتشف من صمته قوتي و بأسي ، أحاول أن أبعد الأطياف عني ، أن أطرد بقايا ترنحات رفاق يبحثون عن سري ، أي سر هذا الذي تخفينه عنا ؟؟
إنه حب من وراء السحب ..
يا رجلي يا سيد كوني ، تعهدت أن أحرس المملكة من بعدك و تعهدت أن أقطف الزهر من أجلك ، تعهدت أن أسقي حديقتنا الخضراء قطراتٍ من دم الحنين لتنبت لي و لأطفالي شجيرات تحمل أنفاسك و أنفاسي ، و تعبق بأنشودة حبنا الماسي لتظل خالدة على جوى لن يموت ، و كيف يموت و هو من رضع مسافات و أعاصير ؟ ..
أيا رجلي ، يا حبيب صدري ، لست ممن يتقنون أقاويل الهوى ، و لست ممن يجربون لوعة نيرانه العظمى ، لأني لا أنتمي لقافلتهم يا سيدي ، فأنا لست منهم و هم أبدا لن يكونوا مني . أتدري لما ؟ لأني ارتضيت أن أوشم اسمك على جسدي وشما لن يزيله مرهم الجني المارد و ما الأقدار بجبارة أمامه ، لأنه سيظل رفيقي و إن ظل الطريق شاغراً يشكو حرقة الضياع
أعدك أنه سيظل وعدا لن أنكث به مهما كان ..
سيدي و ذاك الصوت الحنون لكم أشتهيه بين أحضاني يمور ، يعلن انتماءه لي و أعلن غرقي بين طياته ، يعلن توغله بي و أعلن اندثاري بين همس عذوبته
تكفيني هنيهة لو تدري ، أرقص فيها على دقاتك البعيدة ، لتزرع الفل و الريحان بدربي ليال طوالَ
و ذاك الصمت ، كنت به وليدة لا أرغب فكاكا ، حسبي فقط أني ألتمس ذاك النبض الدافيء من بلاد القمر النائية ، و ذاك القصر للفارس المجهول ، لازال حاملا راية الانتماء
أفهل لك بحرف تكتبه لتعلن لي الوفاء ؟؟؟
لكم تقت لعزف منك سيدي لكني أراه دائما لغيري ، جمهورك عريض بقدر حبي الكبير ، لا بقدر حجم هذا الكون و ما يزخر به من مجرات
إنه حب نفى العقل و استوطن اللإدراك
يا ليتك قبل أن تنقش بصمة لهن ، ذكرت أني على صهوة الإرتقاب
( أننطرْ )
و عادت ... حزن يا سيدي ..
و عادت ... تلك الرقصة التأملية ..
و قبل أن تعلن قطاراتي الرحيل بعيدا عنك ، قريبا منك
على عتبة الديار ، تأكد من أن المرسال حمل لك هذه البرقية
رششتها بعطر حنيني الجارف ، و جعلت القبلة طابع ، و عليها كتبت كلمة يتيمة، خمن ما هي ؟؟


( انسحبت رفقة ردائها البارد ، و على العتبة تركت بعضا من أشواق و مشاعر تائهة ، تائهة ، تائهة ..
الى الرجل المجهول
يرغب أن يظل مجهولا )

قَبْلَ أَنْ تَخْتَفِي حَلاَوَةُ الإِرْتِشَافةْ


على وريقات الزيزفون كتبت لك
أتدري ماذا كتبت لك؟؟
رسالة لم تكتب لرجل قبلك
و حبا لن يشهده رجل غيرك
أتدري ما بالخطاب؟؟
صراع تلتهمه جند السراب
و حنين لم يكتمل هذا المساء
و لم ترويه هنيهات اللقاء
حملت بين الوجد و اللاوجد
قسمات نزيف على النصل و الحد
لكم احتجتك الليلة لو تدري
كنت غارقة في زوابع فكري
تجتاحني سكرة الضياع
بين مدن الثرثرة و الأوجاع
احتجتك
هرولت أبحث عنك
بين وجوه و أرصفة و سماوات
عاندتني أمطار الإرهاقات
و امتصت رحيقي في أبشع التصورات
آآآه يا سيدي لكم احتجتك
لكني للأسف لم أجدك
و إن كان بين الوجود و الغياب
طيفي سيان
اعذرني يا سيدي
فقد لمست بعض الجفاء
و حنينا لماضي الأسماء
ثقل أنا أمسيت على صدرك الجميل
فاعذرني لم أك أرغب
أن أمسي حملا ثقيلا
لكن ما يفعل المشتاق إن أضناه البين
و علم أنه مجرد غريب بين الجفـــن
سيدي
لست مجبرا على اعتناقي
و لا على تحمل ثرثراتي
و ذنبا هو يعنيني
و اشتياقا جارفا من حنيني
سامحني
أتوسل بحق أغلى الناس
لا تخشى من قولها
أو جرح إحساس
فقد تعودت أن ألوك الأوجاع
و أبتسم بوجه الأقدار
يا عشق دهري
و سيد مشاعري
أعشقك و ما كان نزوة و لا تهوراً
بل كنت أغلى أمنية بالصدر
نحتها على أضلعي
و سقيتها من فيض حناني
لك أيها الرجل احترامي
و غزارة قلمي
و عذب كلامي
لك يا قيصر كياني
عمرا رضيت أن أشاركك إياه
و أنتقي منه سنديانة الأفراح
لتشرق على وجهك الصبوح
قبلة خلف العوسج و الصروح
سيدي
لا تحزن من ألمي
فالحياة بقدر ما تسرق لا تعطي
لكنها منحتني هوية لفارس كتاباتي
يكفيها أنك حبيبي
و أمل يتجدد كل مساء على دربي
حبيبي - عفوا - امنحي حق قولها
ستمنحني بشرفها
حياة جديدة
و حلما جديدا
و أملا جديدا
سيدي
كنت سيد الرجال و لازلت
كنت بلسما و شفاءاً
كنت رونق مغيب على خاصرة سمراء
كنت تنفس الصنوبر من قطرات الصباح
أنت أنت سيد الهوى
أعشقك و لا أرتضي غيرك دوا
و بعدك جميعها الأطياف تتلاشى
لتظل سيدي أعذب المنى
أحبك بجنون امرأة
لم تعترف بغيرك حبيبا
و عنك ستعتزل الكيان
لأنك الكيان و البهرج و أحلام الصبا
كان اعترافا فسامحني
كان حنينا فاعذرني
سيدي مهلا قبل أن تعلن الرحيل
أقسم ستظل الأول و الأخيـــر
لأني بعدك سأعتزل الغرام و الحنين
و قبلها اسمح لي أن أكمل بقية الحديث
أعشقك ..
و يكفيني أنني كنت قطرة مداد
على صفحاتك
ذات مساء

الأربعاء، 18 يونيو 2008

( .. الوِسَ ـادَةُ الخَالِيةْ ..)

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة جديدة




ليس على قارعة الطريق غيري ، من يبتاع خبز النبيذ الأحمر تلوكه أضلعي في جفاء واضح
ليس هناك من يغير الفكر المعتصر جمرا بين الادراك و اللإدراك بين تفاهة الطير السجين و ترنيمات مساء لا يعرف للخجل طريق
سوداء كانت ذات ليلة تبتهل للقلم بعضا من رفات المداد ..
ليس هناك ...
أنصتي ...
من يعيد للأشلاء رونق الجسد المتناسق..
قالوا عنها ما قالوا فلتدعي غمرة الذهول تبتلع لسان الحال الرمادي
عنوان ليلتي وسادة خالية ، جهنم على جبيني تنفث حممها ، حاولت العين أن ترسم بعضا من لفافات نسيان ألم يراهن بموتي ، و كعادتي التي لا أتنازل عنها ، ارتكبت جريمة الرفض على الذات المنهكة من أيام عجاف و سهر
فلتحرقي ذاك الحجر العسلي على حضن من ريش و بلور و ماس غديري
لكم ألعن المرض في سري و جهري ، إحساس ضعف ينتاب الجليد ، يفتك بالجبل الشامخ ، يحوله لطفل يدس رأسه بين يدي الوالدة الحنون
لطالما كنت أخشى عليها من تعبي ، ليس من عادتي معانقة السرير طويلا ، و الإستكانة لدقات ساعة حائطية تقتل الوقت برتابتها المعهودة ، لكن ... تقتحمني لصوص اللاقوة لتنحث معالم وجهي الموشوم بذبول خريف ملائكي ، لوحة من الجانب الآخر .
نحتاج في مثل هذه المواقف من يدلل ضعفك بلمسة شافية و قبلة طيبة و دعوة صالحة ، لكني فضلت إغلاق غرفتي لكيلا يلمحوني ذابلة كزهرة القمر الحزين
لحظة أيها المجرم ، لن تنال مني و لن تنال ، و إن هادنت بأسي فلا تظنن أنك مهلكي
لعنة الله على المرض
هنا نتقاسم تلك الأنة الممزوجة بالألم ، لا تخاطب غريقا بلغة البر ، لكونه لا محالة لن يخفي اشمئزاز اللحظة المبتلة ..
ولادة فجر عقيم و هل تك أنشودة غروب النجم المتصابي؟؟ لا بأس في ذلك المهم أن القصور لن تتنازل عن التاج المرصع بدماء الوطن ، فلا داعي لأن تحرث أرضا على صدرها أطفالي
اهجروا من كان الداء
و عنك .. ؟ لا جديد يتقاسم تلك الورقة السوداء
تعلمت أن أكون أنا دون أنا ، تعلمت أن أشيح عن بعض التفاهات العالقة ، لكن لا تبتسم فيوما ما .. أنصت جيدا ، يوما ما ستعرف أن الشمس تقتل الورد البلاستيكي ، فلا تتأمل مطولا في حال أمة رضعت حليب الإهمال و الرقص على الحبال
هنا اختلطت أهازيج الوطن مع رذاذ تعب مرضي اجتاحني أول أمس ، هلوسات غذ ..هلوسات .. لا أظن .. لكون القوة بها تعادل سحب النيازك الشريرة
هنا وجه آخر .. قليل هو الإدراك بين البشر و قليل هو التغلغل بين مسامات الأحرف
فقط ... إنها لغتي و أعتز بالحرف ، لما لا و هو حرفي أنا
ليس غرورا اعذروني
للحديث بقية
نلتقي على خير غدا...
سؤال واحد يحيرني أين غاب ؟؟؟
إن عدت من معاركك الليلية ، رجاءا و قبل أن تلوذ بالنوم عن تعب جارف ، أطبق على خدي قبلة علها تمتص حرارة اللهيب المستعر ، و شاركني حلما ابتدأ بحضورك و لن ينتهي بغيابك

الأحد، 15 يونيو 2008

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة جديدة




تتراقص تلك الحمامات التي أنجبتها يدي
فوق خاصرتي تعلن فجرا جديدا
تعلن ميلادي
تدق طبول الفجر الصامت
تسرق هنيهات هسهسة الهوى
من على ثغر الوجد و لظى الجوى
تبعثر كيانا ولد من ثغره العنيد
تحرق ارتعاشات على خارطة كفه البعيد
سألتها تلك الحورية السمراء
من أنا يا سيدتي بين كل هذي الأشياء
من أنا بين الأمس و الحاضر
أمجرد طير أعشى حائر
يبحث عن موطن غريق
عن السحب و الزوابع و الحريق
يا سيدتي أعلن أمام محراب الهوى
أنني غارقة حد الثمالة
في الحضور و الغياب
في أوردة العشق و متاهات السراب
أني أني لم أعد أدرك غيره
غير ذاك الرجل الذي دونه
أحتسي سويعاتي في مرارة
و أشيح عن الوجوه في تعاسة
باحثة عن عيونه بين الأزقة و الدروب
بين خطوط الحنين ، لا مفر منه و لا هروب
أيا سيدتي احمليني على صدرك لصدره
مشتاقة له ..
مشتاقة لأنثر الورد على بابه
لأعتزل الدنيا برفقته
تكفيني ابتسامة من فيههِ
لأزرع بساتين الكون فلا و ريحانا
حبه يكفيني لأحيا الدهر هناءا
و أغزل من مدفأة حضوره دفءا
يحضن الدنيا ودا كبيرا
أعشقه يا سيدتي كنزيف البحار
أعشقه بذروة البركان ، ببأس الإعصار
صدقيني إنه عشق خالط الهذيان بالدماء
عانق زفرات الليالي ، راقص المساء
دونه يا سيدتي
أنا لست أنا
دونه سيدتي
حرف اعتزل الهنا
فقد مداد شرايينه
أعلن الجفا
و بعده محال أن يعتزل الوفا
لا زلت أذكرك بكرة و أصيلا
و محال أنساك يا رجلا
على خاصرتي أعلن احتلالي
أحكم القيد بعنق الشمس و الليل
فأوقدت من القيد قبلة من نزيفي
و أعراسا من لذة اعتقالي
سيدي
أعلن انتمائي لذاتك رغم المسافة الهوجاء و العساكر و الحدود
امرأة أنا لا تهاب حد السيف و لا القيود
تذكر أنني كنت ها هنا ذات يوم
في زمن ما و مكان ما
تذكر أني عشقتك بأسلوبي
و غازلتك بأسلوبي
و أطبقت على شفتيك قبلة بأسلوبي
و راقصت أحلامك بأسلوبي
أذكرني امرأة لم يعرف الزمان لجنونها مثيل
لم تشهد سفن الحنين غيرها قتيل
أذكرني يا سيدي امرأة ليس ككل النساء
دثرني بدمائك ، بنزيف الذكرى كل مساء
و اشهد أن لا امرأة غيري أحبتك بهكذا الجنون

صمتٌ مُبرحْ ..

تسرقنا الأزمنة فلا نجد بعد الظلماء من يوقد أشمعا و يرفع الأكف نحو السماء ، تزداد المأساة يوما على يوم ...
توقف النبض فجأة و صارت الريح تعربد في الأجواء الحالكة ، أمسى المشهد الفضيع المتهالك يدور في فلك اللاتغير ، و أمست زقزقات الطير المكسور السجين تعانق في خوفٍ دائم شرارة النور البعيدة ، لا أحلام الليلة و لا تمنيات ، كل شيء للأسف فقد التعابير الجمالية حتى الأحرف الماسية ، تلوثت بلسعات الشياطين و المارد الأزرق اللعين ...
أو تكفي الامطار لتغسل تعب الليالي الماضية ؟؟
أثقلتنا الذكرى و توجهاتها ... أين الخلاص و أين الطريق لغذ أفضل ؟؟؟؟
تظل الأسئلة تعانق نفسها في ركاكة مبتذلة ، أوَ كان هذا حالنا في أمسيات الربيع الفارطة ؟؟
لا .. أجل .. لا أدري
تسقط الدمعة تلو الدمعة ، و الطير الجريح نفسه الطير الذي قبلنا و ارتضى أن يودعنا على غفلة من جند الظلام المميت العاصي .. نفسه الطير اقتلع الموج الغجري من حنايانا و زرع عوسج الذكريات المنتفضة كجناحي نسر ثخنا بجراحات أسهم الإكراهات ..
و تظل الدوائر تتعاقب .. نفسها الدوائر ..


للأسف ...

.. ظُلْمةُ الغَضَبْ ..




أجلسُ وحدي ، أُشعل الظلمة ، و أفتح فنجاني العاشرْ .. و أتنهدْ
أمرغ قلبي في كلماتٍ لأغنية حزينةْ ، و أضرمُ بمنكبي نارَ الثلجْ ، و أحاولُ أنْ أقلد صوت الرعد حينما تضيق به السماءُ و الأنوارْ .
البلل يكتسح جسدي ، الزمهرير كافرٌ بربّ الخيبة ، و جواري العهد نقضت العهدْ ، و لا شيء يدور في فلك الفم ، الأسنان سقطتْ ، و اللبن انصهر عنقوداً من زمردْ
أفترشُ شَعْرِي ، و ألكزُ لساني " جوات ناري " ، و أعيثُ بالورقِ عرقاً حد التخثرْ
أي حزنٍ أحمق هذا الذي يجعلني أغادر سريري ، و أحملقُ بساعة الجدار ، و أتأوه في حنقْ ؟؟
أي كُفرٍ هذا الذي يجعل الإيمان بي يتلون ، و الحب ينبطح أرضاً ، و يجرحُ عذرية الرخام ؟؟
أي قدر سيء الإختيار هذا الذي يدفعني ثمنا باهضا لرفضي الإنتماء لأي وطن إلا صدركْ ؟؟
بيتي حُطامْ ، و ردهة النغم فاسقة ، جناحُ النورسِ ذابل أصفرْ ، و شحوبة الفجر تغري بالتقيؤْ
أي مغص سمجٍ يُحرق أوصال الجسدْ ؟
أمرر لساني ببطءِ على حافة الفنجانْ الزجاجي ، كشفتيك ( تباً )
ألوي عُنقي ، أدهسُ قدمي ، و أعجن شرياني بشريحة من جلدِ جسدي ، أغرز إبراً بمقلتي ، و أعلق قرطاً بأنفي ، و أزرعُ الدبورَ بأظافري
و أشتمُ رحيقَ النحلْ و برابرة الربيعْ ، كما أني أشعل نار الوسنْ ، و أهرقُ فلذة كبدِ المواجعْ ..
يا رجلا يعلم علم اليقينْ ، أن امرأته جبلُ لا يهزه جيش و لا صهيل ضيغمْ
يا رجلاً حينما لا يأتيني ، يفتعلُ اليقينَ أني أحترقْ ..
لربما لذلكْ صار الرجال حانقين علي أكثرْ ، و هم يقتربونْ مني من دون أدنى أملْ ، لا يعلمون أن انتماءاتي مغرية بالإنتحارْ ، و أن الموت قالبُ مصنوع من كفن بحروفي ، و أني كريهة جداً حينما يُخرج أحدهم لسان قلمه صوبي ، لأقزمه شبر مضغة ، و أنة " تطنيش " ..
يا ملامحَ أرضي / مدينتي / غرامي / اشتهاءاتي / جموح فتنتي / وجعي
أشتاقك أيها الوطنْ
سماء ... دخان... ضباب
نجم غريب و عين عطشى
و سراب يخترق الجو الكئيب
و تتناثر قلوب من عزاء
تفتح جرحا
تقتل حلما
تدنو مني رويدا رويدا
فأصرخ
لم تعد طفلتي تتقن البكاء
و لا عصفوري يحسن الغناء
بلادي على مرأى العدو تتغزل
ببقايا موج العشق العقيم
بلادي ..
أحن لحضنك و لدمعة من دمائك
أحن إليك و أهرب منك أحيانا
بلادي ..
ما عدت أقوى على البكاء
و أنت تدرين أني امرأة حكم عليها بالابتسام
و إن دمعت عيوني يوما
تكون بين قدميك مطرا
بلادي ...
غادرني الأحبة و الأصحاب
و غدوت كائنا يصارع عتمة الرياح
وحدة الشوق تقتلني سيدتي
و تبتلع بعضا من وريداتي
نيران الجذور
و الهضبة
و حكايا الجدة العجوز
سيدتي
أتراهم يعلمون مصابي
أتراهم يحضنوني برمش ليلي
أتراهم ينتشلونني من الرصيف الشوكي ؟؟
يا بلادا
لست أشكو صبابة و لا جوى
و لست لغير ربي و لك أشكو
غربة الجسد اليتيم
لا .. ليس من مثلي يشكي
و لست بالبكاء و الدمع أرضي
بعضا من أشباح المغيب
هنا .. على خارطة الصدر المكلوم
بقايا من ذاتي الجميلة
من حديقة و نهر و جريدة
و عيون عسلية
و ضفيرة سوداء
و لمسة سمراء
هنا
فقدت الطريق
و كرهت الحرف اللعين
أورثني الصمت و النواح على قارعة الكتابة
سيدتي
خذيها
هذي القصائد احرقيها
و مزقي نثري
و احذفي إبداعاتي من اسمي
و اجعليني امرأة دون ماضٍ
و دون رفيق
شيديني كهفا بين الفجاج
و اسحقي تمرداتي
و اخنقي تأوهاتي
ارسميني على الأنامل الصليبة
و انثري رمادي على الأرض السليبة
خذيها
ما حاجتي بها
و ربي إنها تعذبني
هذه اللغة تمزقني
هذا الورم ينخرني
بلادي ...
لم تك غير اختناقات
و لم تك دوني و دونها عبارات
بلادي ..
أمسيت أبحث عن طيري الجريح
لكني أحسست نزفا بصدري
فكان قلبي ينزف دما
و شراييني تئن و جعا
أعاني الدمار سيدتي
و لم أجد لحد الان من يحضنني
غيره يا حبيبتي
هذا القلم العجوز
رفقة سبع سنين عجَاف
لازال يبكيني و ينوح
و لازلت بحبه غارقة حد الهوس
بلادي ...
اعذريني إن قيل لك يوما عني
أنها كانت بالأمس و الليلة هي هناك
غريبة ، كذاك المصيف الملوث بالأشلاء
سيدتي
ماذا لو زارك نبأ مماتي
أستبكين غيابي
أم أنني كنت فقط قطرة مداد على كفك
ماذا لو غادرت الأحلام بعد أسبوع
بعد أسبوعين
بعد شهر على الأكثر ؟؟
أستحضرين جنازتي
أستنوحين على قبري ؟؟
سيدتي ماعاد بقلبي أمل
و ماعادت صغيرتك كما كانت
تشع بالأمل
إني مجرد رفات لأسطورة مفقودة
تجاهلنا صاحبها
و أعدمنا شخصياتها
سيدتي
إن غابت كلماتي يوما
فاذكريني
فلا ضير إن قلت يوما
كانت هنا ابنتي فرحلت
قوية كصلابة جلمودي
عنيدة كجبروت زلازلي
امرأة أرضعتها من ثدي شهامتي
و عزتي و كبريائي ،.
تبحث عن رفقة بين مدائن الموتى ...
عن شبح التهمته غيلان الأسى...
شفقت على حالها و احتضنتها بعيون ذابلة لم تعرف للنوم طريقا..
فاسترسلت تحكي عنه و الدمع من شرايينها ينزف
حاله كأحوال البلد الحزين
غارق كمثله في يم الغضب و الوجع اللامنتهي
سألته ... فكان السؤال يتيما كرفقتي له
و زارتني الاجابة بصمت متتثاقل يبحث عن حضن يسقيه شغف الحنان
ففقدته - أيتها الصبية قفي- فقدته سيدتي فغادر المكان متألما
لا دموع تجري بالمحاجر و لا شمس تحضن ألم الرحيل
سيدتي غرق دوني فاستفاقت مدني على وجع اللحظة
سيدتي امنحيني أجنحة علي أكون بين يديه طفلة تبحث عن عناقيد العنب من فاهه
امرأة تجدل ظفائرها من وله الرقصة المحترقة دوننا
ليس بيني و بينك كلمات و لا أجنحة
انصتي أيتها الصبية الهروب لمدينة الضباب الرمادي أهون
و بحوزتي بساط الخلد الرقيق يواري حمرة الألم الشجن
سيدتي لست براغبة للفرار و لا بي نكهة الطير المحلق
أطلب أن تراه عيوني لتطمئن أوردتي الملتوية حسرة و عذابا
سيدتي غادر المكان و صاحت بي الجدران رحيلااااا
و دوي القطار يصم احساسي المرهف فتنزلق أحرفي رذاذا
و أصرخ
لما لم تدع لي فرصة قولها لما
ألجليد حديثك قيدا على نيران أحرفي
سيدتي كان القمر على الشرفة حسيرا
و اختفت تلك الحورية فاشتعلت دونها صفحة سوداء
تولول كالحدأة فتغرب سفني على جنبات ليله السرمدي
سيدتي أخبريني من يكون ؟ و كيف يكون ؟ و هل سيكون ؟
أخبريني عنه القليل ، اكتفي و لن أطلب المزيد
فقط دعيني أحتسي لذة الحديث عنه
و أتمايل مع نسيم حضور طيفه
لا يا ابنتي ... دعيه حرا طليقا ... انه ابني ... زهرة أرضي
دعيك بعيدة ....أضمن.. فقد تنقلب السفن بغازات سمها عليك
و أنا لا أرضى أن أشهد مأساة جديدة
تكفيني القيود بيدي و رجلي و مقلتي
سيدتي فقط أخبريه أني كنت هنا و لم أرضى أن أعلن الرحيل
فقط أخبريه أني وددت لو أحضن حزنه و أزرع بعيونه السعادة المخملية
فقط قولي له ...
أن الشمعة تعلن الانصهار
فاختفت بعدها الأنوار
حبا كان منتحرا على سكة القطار
سيدتي ... صباحك حرف دون وطن ..
و قصف و قيد و حزن...
صباحنا يتيم الصدر و اللحن ..
هُنَاكَ مَوْتٌ يُشْبِهُ وَجْهَ أَبِي حِينَمَا صَرَخَ بِوَجْهِي
وَ هُنَاكَ مَوْتٌ لَهُ أَذْرُعٌ طِوَالٌ وَ لِسَانٌ يُشْبِهُ لِسَانِي السَّلِيطَ ذَاتَ احْتِقَانٍ سِيَاسِي
لَكِنَّ المَوْتَ الذِّي أَعْرِفُهُ وَ لَا يَعْرِفُنِي لَهُ قَاعِدَةُ بَيَاناتٍ مُرِيبَةْ
وَ شَكٌّ قَاطِعٌ فِي مُنْتَصَفِ اليَقِينْ ،.
يَسْتَمْرِئُ المَوتُ عَلَى قَيْضِ الرُفاتِ ،
وَ النُّواحُ عَلَى قَبِيلةٍ مِنَ الرِّجُالِ تُدْمِي المعْصَمَ ،
كُلٌّ يمْنَحُ الآهَ زفرةً حرَّى ، وَ الشَّاهدُ الوَحِيدُ عَلَى ظُلْمِكَ لِي كَانَ حُلْماً مَكْتُومَ المِدادْ ،.

لِهَذَا - سَبَقْتكَ خَطِيئتِي إِليْكَ -
لـَا شيءْ ، هذَا دليلٌ عَلَى اقتسامِ الرغيفِ الخطأ ،
إنهَّا خطيئةُ القرارِ ، خطيئةُ راهبٍ عشقَ غجرية لـا تليقُ بمناسكهِ ،
إنهَا خطيئةُ المجدِ الراحلِ صوبَ الزوالْ ،
إنهَا خطيئةُ الصولجانِ الملوثِ بالبغاءْ ،
إنهَا خطيئةُ شعبٍ يكفرُ بالصوتِّ ، وَ الغناء ، وَ اللاءاتِ ، وَ الإعتصامِ قُبَالةَ البرلمان ،
إ
نهَا خطيئةُ القانونِ ، وَ الإحتلال ، وَ البنودِ العشرة ، وَ الأفواهِ المكممةْ ،
إنهَا خطيئةُ آدمَ و حواء ،
إنهَا ليستْ - عَلَى أيّ حالٍ - خطيئةَ الشيطان ،.

،.



كنتُ أَسْتَفِيقُ علَى صَوْتِكَ ، وَ لـا أنَامُ إلـاَّ إذَا غَفا الوسنُ بِجُرحِي ،.
لِهَذَا وَ ذَاكَ ، أثقلَ - الغلطُ - شَراشفَ الروحِ ،
وَ بَاتَ الكربُ أبيضَ المَلـامِحْ ،.

خَطِيئَةُ رَجُلٍ لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةْ،.


يُحاورُ قنينةَ الخمرِ ، يفتحُ فمهُ لماءِ الدمعْ
مالحٌ هُو لـا يُدركُ فاجعةَ الأرقِ ، يلهثُ و يلهثْ
يشرئبُ صوبَ العناقِ الساقط ، و تتكورُ من عيونهِ دمعةُ فرحٍ مسروقةٍ
إنهُ يرفعُ قدمهُ الكلسيةْ ، يشهقُ بتعويذةِ الآيةِ القاتلةْ
و يموتُ ببطءٍ ،.

هذا الرجلُ الذِي يسكنُ الفوضى ، وَ أعمال الأدبِ وَ قصاصاتِ الفجرِ
انتهَى حينما أرادَ أن يلعقَ السحابةَ المباركةْ
إنه رجلٌ متزوجْ ، وَ لديهِ طفلةٌ حدباءَ العينِ
و ببطنهِ ندبةٌ زرقاءَ من شدةِ الآهْ

هذا الرجلُ يعاقرُ الخمرَ و لـا يشبعْ ، لديهِ سكينٌ و مقود
و سيارةٌ هرمة ، وَ عمولاتٍ بائسة ، و ليس لديهِ رصيدٌ بنكِ
و لـا حسابٌ فِي الجنةْ مفلسٌ كشيطانٍ أعورَ هرم
و قذرٌ كتفاحةِ الخطيئةْ ،.

هذا الرجل لـا يحب الوطن ، لقد خانهُ و اعتبر فعلتهُ شرفا
كنسَّ ضميرهُ من جُندِ النضال ، و أقام مملكةَ الصمت و الهروبْ
و كان رجلَ العصا الشائكة الواقفة على عتبةِ حلقهِ وَ البلعوم

إنه أنـا / أنتَ / أنتمْ
جميعُنَا

فلْ ـتُعلنِ الخطَايَا يَا يتامَى الحبرِ
فأنا أولُ الخطَّائينَ و آخرُ التَّائبينَ ،.