سأحاول أن تكون البلدة خضراء
و أن تكون الجبهة بيضاء
و أن تكون الأضلع زاهية الألوان
و أن تكون الشفاه حلوة المذاق
سأحاول أن أكتب عن الربيع
و عن الدجى الرقيق
و عن الحلم العذب الجميل
و عن هنيهات من حب وردي أنيق
سأحاول أن أبتعد عن الجراح
و أخلق لنفسي الكثير الكثير
من أجنحة البراءة و السحر العجيب
و ألهو كباقي الصبايا على حافة المغيب
و على الشط الأحمر
و أرتدي مثلهن ثوبا أحمراً
و أغفو
لأتأمل ذراعه تطوق خاصرتي
و ننشد للهوى أبهى الأوطان
سأحاول أن أعيش حياتي
و أتمتع كما يتمتع غيري
و أنام الليل و البال خالي
و صدري لا يحمل آهات و لا أحزان
سأحاول أن أتجرد من نفسي
لأمسي
مثلهم
فراشة تنط من زهرة لزهرة
لا تأبه بأحداث العالم و لا بما يكتنف المجرة
من صراعات
و كثير التطاحنات
و لن أكتفي برصيدي
و سوف أتدلل على والدي
لأمتهن مثل الجميع في بلدي
حق المتعة و اللهو
سأحاول أن أسقط كل شعاراتي
و أصادق كل الرجال في مدينتي
و أجعل في كل ليلة
اسما على عنوان قصائدي
سأحوال أن أسقط عني
لقب امرأة غريبة الأطوار
( باحث في علم النفس أكد أنه إذا أراد الانسان أن يتغير و ينشيء من عاداته نكهة جديدة ، و يبعد عنه الضجر و الشعور بالإنطواء و العزلة فعليه أن يخط كل ما يجب أن يصبو إليه - أن يتخذ قدوة - فهناك العديد من الأمور التي تنشيء شخصيتك على أسس عدة ، لكن يمكن أن نغيرها بتغيير العادات القديمة .. )
لن أكون إلاي
و لن أتنازل عن كبريائي
و لا عن صهوة جنوني
و لن أرتضي أن أكون كغيري من النساء
و لن أكتب للسفيه
و لن ألعق بساط المرتزقة
و لن أجعل قلمي عبدا للأمير
و لن أرضى للعقل أن يصير
على عتبات الجهل و النذالة مرميا
ولدت و على جبهتي كانت الرصاصات
تتزدحم
و على كفي كان القلم سيفا جارحا
و على فمي كان القول سما فتاكا
و على صدري كان الحرف عنوانا
لا لن أرضى أن أمتهن صغريات الأمور
و أنا ممن امتهنوا المجد و الدم و هيجان الصدور
لن أصلي و الحد على عنقي
و لن أرفع كفي
يوما لسلطان رجيم
و لم أقبل الأيادي و أدعو لهم بالمال و البنين
ارتضيت أن أكون عنوانا مفقودا
لامرأة لا تجيد فن الغزل
و لا ترقص لتلهب شغف رجل
امرأة مجنونة السمات
غجرية الكلمات
غريبة القول فريدة العبارات
لإمرأة ستظل طال الزمان أم قصر
سيدة نفسها ، و القلم رفيق الدرب
تركت لهن مواعيد الغرام
أكتفي بجرعات الآلام
فلي قضية و أمة تنحر عنقي كل مساء
أسفي ضاع عليها
كما أقرت به السماء
هذه أنا
( كل ما قيل من محاولات ، تركتها تحرق نفسها بنفسها ، لأنها لن تجد بمملكتي غير كثير الرفض و البين
كن كما أنت ، و لا تجعل البعض يغريك بانتزاع ما لك ، أقولها إن نبذني الزمان يوما أخف وطأة علي من أن أنظر للمرآة و لا أعرف من أنا ، فأكتشف حينها أني أضعت امرأة أحببتها حد العشق السامي
أتدري البارحة كنت أبحث عن بعض القلائد ، فوصلتني رسالة يقول نصها " عذرا الكلمة غير موجودة المرجو إعادة المحاولة بشروط جديدة تكون متوافقة مع الهيكل العام " فلم أجد فلسطين على خارطة العالم
وطننا أمسى غريب الإسم و الإنتماء
جمدت دمعة غضب في جوف المحاجر
أقول إن الثورة ماتت و اضمحلت القضية و أمست أشبه بجعجعة لا تفضي إلا بالأوجاع و الآلام
أخشى أن أنطق بها يوما و أقر أن وطننا قد مات و لم يجد له كفنا و لا لحدا و جميع مقابر العالم رفضت بقوة بقايا رفاتهْ )