الأحد، 15 يونيو 2008

.. ظُلْمةُ الغَضَبْ ..




أجلسُ وحدي ، أُشعل الظلمة ، و أفتح فنجاني العاشرْ .. و أتنهدْ
أمرغ قلبي في كلماتٍ لأغنية حزينةْ ، و أضرمُ بمنكبي نارَ الثلجْ ، و أحاولُ أنْ أقلد صوت الرعد حينما تضيق به السماءُ و الأنوارْ .
البلل يكتسح جسدي ، الزمهرير كافرٌ بربّ الخيبة ، و جواري العهد نقضت العهدْ ، و لا شيء يدور في فلك الفم ، الأسنان سقطتْ ، و اللبن انصهر عنقوداً من زمردْ
أفترشُ شَعْرِي ، و ألكزُ لساني " جوات ناري " ، و أعيثُ بالورقِ عرقاً حد التخثرْ
أي حزنٍ أحمق هذا الذي يجعلني أغادر سريري ، و أحملقُ بساعة الجدار ، و أتأوه في حنقْ ؟؟
أي كُفرٍ هذا الذي يجعل الإيمان بي يتلون ، و الحب ينبطح أرضاً ، و يجرحُ عذرية الرخام ؟؟
أي قدر سيء الإختيار هذا الذي يدفعني ثمنا باهضا لرفضي الإنتماء لأي وطن إلا صدركْ ؟؟
بيتي حُطامْ ، و ردهة النغم فاسقة ، جناحُ النورسِ ذابل أصفرْ ، و شحوبة الفجر تغري بالتقيؤْ
أي مغص سمجٍ يُحرق أوصال الجسدْ ؟
أمرر لساني ببطءِ على حافة الفنجانْ الزجاجي ، كشفتيك ( تباً )
ألوي عُنقي ، أدهسُ قدمي ، و أعجن شرياني بشريحة من جلدِ جسدي ، أغرز إبراً بمقلتي ، و أعلق قرطاً بأنفي ، و أزرعُ الدبورَ بأظافري
و أشتمُ رحيقَ النحلْ و برابرة الربيعْ ، كما أني أشعل نار الوسنْ ، و أهرقُ فلذة كبدِ المواجعْ ..
يا رجلا يعلم علم اليقينْ ، أن امرأته جبلُ لا يهزه جيش و لا صهيل ضيغمْ
يا رجلاً حينما لا يأتيني ، يفتعلُ اليقينَ أني أحترقْ ..
لربما لذلكْ صار الرجال حانقين علي أكثرْ ، و هم يقتربونْ مني من دون أدنى أملْ ، لا يعلمون أن انتماءاتي مغرية بالإنتحارْ ، و أن الموت قالبُ مصنوع من كفن بحروفي ، و أني كريهة جداً حينما يُخرج أحدهم لسان قلمه صوبي ، لأقزمه شبر مضغة ، و أنة " تطنيش " ..
يا ملامحَ أرضي / مدينتي / غرامي / اشتهاءاتي / جموح فتنتي / وجعي
أشتاقك أيها الوطنْ

هناك تعليق واحد:

Pilot يقول...

في ليلة قاتمة...
وفي بلدة صاخبة كـ " مانيلا"
كان المطر يضرب على نافذتي بلا كلل
وأنا أتجرع هذا الملل وحيدا...
بانتظار حفلة البكاء أن تنفض..
ساقتني أناملي إليك!
فغطى الممطر أحداقي وغرفتي...!
لله درك...!
كيف تجيدين عزف لحن جميل... فيطربنا
ويبكينا!!!